السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عند البدء في صناعة لعبة، عليك أن تتأكد أن فكرتها جيدة وممتعة، وأسرع طريقة لفعل ذلك هي أن تجربها عبر بناء نسخة تجريبية أو نموذجية للعبتك، وهكذا أنت توفر على نفسك وقت وجهد كبيران ومبالغ طائلة.
لنتقدم خطوة أخرى، عبر اتباع أفضل الطرق والممارسات أثناء صناعة النسخة التجريبيبة، سوف توفر ضعف الوقت على الأقل، وستستفيد بعد ذلك عندما تبدأ العمل على النسخة الكاملة من اللعبة.
المحتوى:
التأكد من فكرة اللعبة
تجربة فكرة اللعبة
- استخدم محرك الألعاب الذي تجيده
- برمج نظام اللعب الأساسي – نمط متكرر
- استخدم ملفات فنية جاهزة -مجانية
- لمّح عن المميزات الأخرى القادمة
- تأكد أن نظام التحكم جيّد
- تأكد أن النسخة تعمل بدون مشاكل
- شارك النسخة التجريبيبة.
- اجمع الآراء والانتقادات
نصائح متعددة
- للمبرمجين، لا تركز على أساليب البرمجة حاليًّا
- برمجة الألعاب خدعة، تذكر ذلك
- تعلم متى تلغي الفكرة – لتخفيف خسائرك
- التصاميم الرائع مهمة، ولكن..
- اجعل اللعبة مرحة
خطوات متقدمة
فكر بالمزايا والخصائص الأساسية للعبة
فكر ماهي الخاصية الأساسية التي تحقق التجربة اللازمة من اللعبة؟ ماهو أسلوب اللعب الذي تستخدمه؟ ماذا سيفعل اللاعب لتحقيق أهداف أو نقاط في اللعبة؟
ليس من الضروري أن تكون اللعبة كلها مميزة وجديدة، فقط أسلوب اللعب، عليك تحديد نمط معين للعبتك، ثم التفكير كيف يمكن أن تقوم بتغيير طفيف على أسلوب اللعب المعتاد لهذا النمط.
وهذا الأمر يجب التفكير به عند تحديد فكرة اللعبة، وقد شرحت ذلك بشكل مفصل في المقال السابق.
لذلك ركز على تحديد أسلوب اللعب الأساسي.. وربما ليس عليك البدء بكتابة قصة اللعبة، فقط اهتم باختيار نمط وأسلوب لعب مناسبين، لتجربهما.
جرب اللعبة في رأسك
تخيل كيف سيبدو أسلوب اللعب وكيف سيكون انطباع الآخرين عنه، هل هو ممتع؟ كن صريحًا هنا، إذا لم يكن ممتعًا، من الأفضل أن تقوم بتغييره الآن قبل أن تبدأ به.
بإمكانك بعد ذلك رسم المشهد الأولي للعبة على الورق، أو على الحاسب باستخدام أدوات التصميم والتحريك،
وحسب ما تعلمته أثناء رسمك لخطة تطوير الألعاب، تأكد أن الفكرة ليست خارج نطاقك التقني.
هذه الخطوة تساعدك على تحديد نظام اللعب الذي ستصنعه تمامًا، لذلك عندما تبدأ في تطوير اللعبة، لن تشرد في الشاشة نصف ساعة تفكر بماذا عليك أن تبدأ.
وأيضًا، إذا كانت الفكرة تبدو جيدة في رأسك، فغالبًا ستكون جيدة أيضًا في الواقع..
والسبب أن الألعاب لا تنجح صدفة، وإنما بناءً على دراسة للفكرة، ثم تجريبها والتأكد من فعاليتها، وإذا كانت سيئة، لا يمكن أن تحلم بنجاحها.
استخدم محرك الألعاب الذي تجيده
بإمكانك تخطي هذه الفقرة، إذا كنت مقتنعًا من العنوان.
المشكلة هي أنه عندما تحدد نمط ما للعبتك، قد تكتشف أن محرك ألعاب معين يقدم مزايا خاصة للألعاب بهذا النمط، ويصبح التعلم على هذا المحرك أمرًا مغريًا.
تذكر في هذه الحالة أنك تقوم بتجريب الفكرة، وهذه ليست اللعبة النهائية، لذلك الأداة التي تستخدمها ليست بهذه الضرورة..
فربما تقوم بالتعلم على المحرك الجديد ذاك، ثم تكتشف بعد تجربة الفكرة أنها ليس ممتعة حقًّا، وربما تقرر تغيير نمط اللعبة، وتحتاج للعودة إلى المحرك الأول.
حسنًا، هذا أسوأ سيناريو. فربما يكون المحرك الجديد حقًّا أفضل، ولكن قم بتجربة اللعبة أولاً وتأكد أن فكرتها سليمة وجيدة، ثم فكر في تغيير المحرك.
برمج نظام الحركة الأساسي
نظام الحركة الأساسي، Core Mechanic، ولا أكثر، لا تشتت نفسك بالمواضيع الأخرى، ربما النظام سيكون الركض والقفز، ربما حركة سيارة أو دراجة، ربما طيران، أو أي أسلوب لعب أساسي.
حاول أن تنتهي منه بسرعة، ركز على أسلوب اللعب فقط، ولست بحاجة أن تقوم ببناء مرحلة أو نظام لعب كامل..
وعندما تنتهي منه، قم بتقييمه، واعتمد في ذلك على المفهوم الذي كونته عن أسلوب اللعب سابقًا..
تأكد أن النظام الذي برمجته يوافق المفهوم بدرجة معقولة، وأنه ليس مملاً، كما اتفقنا.
بعد ذلك، ابدأ ببرمجة مرحلة كاملة
لا أعني “مرحلة” تحديدًا، ولكنها اختصار ل “مجموعة من العمليات التي عليك اتباعها لكي تفوز بشيء ما، وإذا خسرت، تقوم بالإعادة، حتى تمل”
ابني حلقة كاملة من اللعب، يستطيع اللاعب إعادتها متى شاء، ليحاول أن يفوز فيها.
مثلاً: قم بالبحث عن عنصر سلاح معين، اذهب إلى مكان معين بطريق معين، قاتل شيء معين بالسلاح المعين ذاك، وإذا مت، عد إلى البداية.
والسبب في ذلك أن اللاعب يحب التكرار حتى الفوز، فهذا يشعرك أنك أنجزت شيئًا ما.
وهذا أيضًا يعطي مجال كافي، لمن سيجرب النسخة التجريبيبة لك، أن يقدم رأيه عن اللعبة ويلاحظ الأخطاء فيها.
ولا تنسى أن تحدد مستوى صعوبة مناسبًا، لكي لا يفوز معظم اللاعبين من أول جولة.
استخدم موارد جاهزة أثناء بناء “المرحلة”
لتسريع عملية بناء النسخة التجريبيبة، لا شيء أفضل من استخدام موارد جاهزة، واستخدام أدوات تقدم خيارات تسرع الإنتاجية.
مثلاً، معظم محركات الألعاب تأتي بموارد برمجية جاهزة مجانية، كأنظمة حركة للشخصيات ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، لتجريب الأفكار بسرعة.
وأيضًا إذا كان في لعبتك نمط Online Multiplayer، بإمكانك استخدام خدمات مجانية لتصنع اللعبة دون دفع تكاليف الاستضافة أثناء التطوير، مثل GameSparks أو Photon أو Improbable SpatialOS.
وهناك الكثير من المواقع التي تقدم موارد فنية بشكل مجاني للمطورين، مثل OpenGameArt، كالصور والمجسمات، المؤثرات البصرية والصوتية.
وقد تعطيك رخصة لاستخدامها في النسخة التجارية، إذا أردت.
لمّح عن المميزات الجديدة القادمة
أسلوب قديم جدًا ومازال فعال، فالنسخ التجريبيبة لا تحتوي على جميع المميزات، ولكن غالبًا ما تكون لديك فكرة عن المميزات والخيارات القادمة لاحقًا.
لذلك، قم بالتلميح عنهم للاعبين لكي يعرفوا أن هذه البداية فقط، وأن المزيد قادم قريبًا.
بإمكانك مثلا، أن تضيف زر مكتوبُ عليه Multiplayer، ولكن لا يمكن الضغط عليه، هذا يلمح أنك ستضيف نمط تعدد اللاعبين لاحقًا.
أو عند قائمة اختيار الشخصية أو المرحلة مثلا، قم بإضافة المزيد من العناصر المظللة، دون أن تظهر اسم أو صورة، فقط لتدل على أن هناك عناصر أخرى.
طبق هذه الفكرة على أي ميزة في اللعبة، الاحتمالات لا تنتهي.
تأكد أن أنظمة التحكم جيدة
إذا كنت تستخدم أساليب تحكم تقليدية، مثل الأسهم أو الأحرف WASD للحركة، ولم تقم بإضافة خيارات جديدة بأسلوب تحكم غريب، تخطى هذه الفقرة.
ولكن ربما أنت إبداعيّ لدرجة كبيرة، وقمت بابتكار أسلوب جديد للتحكم، جميل، الآن عليك اختباره، قبل أن تنشر أي نسخة للعامة.
هناك سبب أن العديد من الألعاب تلتزم بأسلوب تحكم تقليدي ولا تغيره..
وهو أن اللاعبين متعودون عليهم، ولن يجدوا صعوبة في التعلم على اللعبة. فالتعود على أسلوب تحكم جديد نادر الاستخدام غالبًا ما يكون صعبًا،
وقد يترك اللاعب اللعبة كلها، حتى إذا كانت كل العناصر الأخرى متكاملة، فقط لأنه لم يتعود على أسلوب التحكم بعد 5 دقائق من اللعب.
الحل هنا أن تطلب من شخص تثق به وممارس للألعاب، أن يجرب اللعبة ويقدم رأيه عن أسلوب التحكم.
ولا تقلق إن أخبرك أن التحكم سيئ، قم بالتعديل عليه، أو قم باستخدام أسلوب تقليدي، إذا لم تجد سبيلًا آخر.
تأكد أن اللعبة تعمل بدون مشاكل – ارفع النسخة التجريبيبة
أعتقد أن الجميع مر بلحظة شارك فيها شيء قام بصنعه، فقط ليتفاجأ بمشكلة جديدة لم يرها قط، تخرّب عليه عرضه وتقديمه
لذلك تأكد أن اللعبة تعمل على جهاز غير جهازك مثلاً، وأنها تفتح مرة أخرى بعد إغلاقها. وانها لا تُعَلِّق في المرة الثانية، وهكذا.
أنصحك أولاً أن ترسل النسخة التجريبيبة لأقربائك وأصدقائك الذين تثق بهم،
لكي يعطوك رأي عام عن اللعبة، ولكي تتأكد أن اللعبة تعمل من دون مشاكل.
بعد ذلك، عليك رفع اللعبة على أحد المواقع، بإمكانك إما رفع الملف على استضافات مثل MediaFire أو Dropbox وما يشابههم،
أو رفعها على مواقع مخصصة للألعاب، وفي ذلك إيجابيّات:
- وضع ما تريد من صور ومقاطع ونصوص تعريفية في صفحة اللعبة بكل سهولة.
- توجيه أي أحد إلى هذه الصفحة، بدلاً من أن تعطيه رابط لملف على استضافة ما، أو رابط لمنشور في مجموعة، مما يجعلك أكثر ثقة.
- الوصول إلى جمهور أكبر – لأن هذه المواقع (الشهيرة) تعرض أفضل الألعاب في القائمة الرئيسة.
بعض هذه المواقع: Itch.io أو Kongregate.
ولكي تحصل على الآراء وتعدل وتطور على اللعبة، عليك مشاركتها…
لا مشكلة في مشاركة أعمالك!
بإمكانك فعل ذلك عن طريق:
- مشاركة اللعبة على المجموعات والمنتديات على الانترنت، (المختصة بالألعاب مثلا)
الخيار الأفضل إذا كنت فقط تريد التأكد من فكرة اللعبة، وتحديد خطواتك التالية.
- مشاركة اللعبة على صفحة أو موقع خاص باللعبة، أو خاص بك وبفريقك (مثلا صفحة على ال facebook)
هذا الخيار الأفضل إذا كنت تريد البدء بالتسويق للعبة من الآن، وإذا كنت متأكدًا أن فكرة اللعبة جيدة.
(لا تنسى أن تذكر في صفحتك أن هذه مجرد نسخة تجريبيبة)
أعلمُ أن هذه الخطوة ليست سهلة، وهي بالنسبة لي أصعب خطوة على القائمة، بسبب الخوف من التعليقات والانتقادات التي سأتلقّاها..
لكن هذا طبيعي، فدائما ستجد من لا يحب لعبتك، وبعض اللاعبين لا يقدّرون عمل المطورين، لذا لا تتوقع التقدير والاعتزاز..
بإمكانك إلقاء النظرة على التعليقات لأحد الألعاب الشهيرة في موقع Steam، لكي تتأكد من ذلك.
إذا كنت واثقًا من فكرة لعبتك، وأنها ستُعجِب الآخرين، فبالتأكيد سوف تجد من يحب اللعبة ويشجعك على إكمالها.(بالطبع، أنا هنا أفترض أن اللعبة ليست مخلة بالآداب العامة).
ولكن عليك بالصبر، والاستجابة لطلبات اللاعبين وآرائهم حيث ترى مناسبًا، فعملية بناء جمهور تبدأ من أول تفاعل معهم.
اجمع الآراء والانتقادات
عليك تسهيل عملية مشاركةِ اللاعبينَ آرائهم عن اللعبة، لأنهم غالبًا لن يبحثوا عنك على الانترنت ليفعلوا ذلك.
بإمكانك الاعتماد على المجموعات، فبعد نشر منشور فيه نسخة اللعبة، بإمكانك نشر منشور آخر تسأل فيه عن الآراء عن لعبتك.
قد يكفي هذا للبعض، ولكن أعتقد أن الخيار الأفضل هو إنشاء استبيان تكتب فيه أهم النقاط التي تحتاج رأي اللاعبين فيها. ثم ترسله على المجموعات.
أو بإمكانك أن تطلب من المستخدم كتابة بريده الإلكتروني عندما يقوم بتنزيل نسخة اللعبة، ثم ترسل الاستبيان إلى العناوين الذين جمعتهم.
بإمكانك التعرف على أدوات لبناء الاستبيانات من هنا، أو من هنا.
نصائح في صناعة النسخة التجريبيبة
للمبرمجين، لا تركز على أساليب البرمجة، حاليًا
أنت لست بحاجة إلى أن تكتب أفضل ملف برمجي في نسخة تجريبيبة من اللعبة، وذلك لأنه:
- هناك احتمال أن تغير فكرة اللعبة أو أسلوب اللعب أو حتى نمط اللعبة كلها، وفي هذه الحالة سوف تخسر ملفاتك البرمجية، ووقتك الثمين.
- أنت تريد تجربة الفكرة بسرعة والحصول على آراء عنها، لذلك يجب أن تتم البرمجة بأسرع طريقة ممكنة، وهي بالتأكيد ليست بناء أنظمة مرنة متكيِّفة قابلة للتطوير.
بعد التأكد من فكرة اللعبة، يمكن إعادة النظام البرمجي من الصفر، ثم ستكتب الملفات البرمجية وأنت مطمئن أنه لن يضيع تعبك.
برمجة الألعاب خدعة، تذكر ذلك
كثيرًا ما نحتاج لمحاكاة عناصر واقعية في ألعابنا، وبصفتنا مبرمجين، نفكر في أصعب حل، ولكن غالبًا ما تجد خدع وطرق بسيطة تظهر وكأنها محاكاة واقعية.
- مثلاً، إذا كانت بيئة لعبتك مغلقة وتريد إنارتها بأضواء داخلية معلَّقة، بإمكانك تطبيق ضوء محيطي ambient لجميع أجسام اللعبة الداخلية والخارجية مبدئيًّا..
دون الحاجة لمعالجة وإحصاء الضوء بتقنيات ال Lightmapping و Global illumination، مما يوفر الوقت ويعطي تجربة جيدة للنسخة التجريبيبة.
- ولمحاكاة طريقة المشي الواقعية للشخصيات، بدلاً من استخدام أشكال خفية لكل مفصل، وتطبيق قوى على مفصل القدم من الأرض، وقوى لكل المفاصل بالاتجاه المناسب..
نعتبر المجسم مجرد كبسولة كبيرة كفاية لتغطي جميع المفاصل، ونطبق القوى عليها بالاتجاه الذي نريد، ثم نضيف ملفات Animation لحركة المفاصل.
- إذا كنت تريد إضافة أعداء أذكياء، بإمكانك الاكتفاء مبدئيًّا بنظام برمجي يحرك الخصم إلى اللاعب ويهاجمه باستخدام شروط برمجية بسيطة..
بدلاً من استخدام خورازميات الذكاء الإصناعي كتعلم الآلة Machine learning الذي يأكل مصادر وموارد كثيرة ويحتاج وقت للتدريب.
هذه مجرد أمثلة بسيطة، فبرمجة الألعاب مليئة بخدع وطرق كتلك، وهي تكون مفيدة للنسخ التجريبيبة غالبًا.
لكن عند الانتقال لمراحل متقدمة في صناعة اللعبة، ربما ستحتاج أن تستخدم تقنيات موثوقة أكثر.
تعلم متى تلغي الفكرة – لتخفيف خسائرك
غالبًا ما نَصِف من يلغي مشروع يعمل عليه بالانهزامي، ولكن هناك مواقف تجبر فيها على إلغاء مشروع أو فكرة.
مثلاً، إذا اكتشفت بعد تجريب أسلوب اللعب بنفسك أن اللعبة مملة، من الأفضل أن تلغيها أو تغير فكرتها مباشرة،
أو ربما تبين لك أنه من الصعب إكمال لعبتك، لأنها تحتاج لخبرة أو ميزانية خارج نطاقك، ولم تستطع الحصول على دعم أو أن تقنع أحد أن يعمل معك.
مع أنه مع اتباع الخطوات السليمة، غالبًا لن تحتاج لإلغاء فكرة، لكن لا يوجد خطة كاملة، ولا مشكلة في إلغاء لعبة، اعتبرها تجربة تعليمية.
وربما الانهزامي يكون من يعمل على مشروع كبير لسنين دون أي إنجاز ، ويكون خسر الوقت والمال والجهد?.
الرسوميات الرائعة تهم – ولكن…
عليك أولأً بالتخطيط لأسلوب لعب جيد ومرح وتجربته والـتأكد منه، ثم بعد ذلك بإمكانك أن تقلق من موضوع الرسوميات.
فحتى إذا كانت الرسوميات في لعبتك واقعية ومميزة، لن تهم اللاعب إذا لم يعرف كيف يبدأ اللعبة، أو كيف يتحكم في الشخصية، أو كيف يفوز بالمرحلة .. الخ.
الرسوميات مهمة جدًا، ولكنها تأتي بعد أسلوب اللعب، فلعبة بأسلوب لعب جيد ورسوميات خفيفة قد تنجح..
ولكن لعبة برسوميات ساحرة وأسلوب لعب سيء لن ترى النجاح أبدًا..
ولكن أن تكون التصاميم متناسقة ومتناغمة أمر آخر مهم لا يمكن التخلي عنه في اللعبة الأساسية، وهو ليس ما أعنيه برسوميات ساحرة،
وإنما أعني الرسوميات الواقعية والدقيقة في التفاصيل، التي لستَ دائمًا بحاجة لها.
اجعل لعبتك تفاعلية ومرحة
تفاعلية ومرحة، أي أنها لا تتوقف عن الحركة، وتستجيب لأوامر اللاعب وحركاته بسرعة وبتأثيرات مناسبة.
تكاد تكون هذه أهم نقطة في نجاح لعبة بعد أسلوب اللعب، لأنها تجعل اللاعب يشعر أنه تحكم فيها بشكل تام، وهي العنصر الذي يُفَرق بين الألعاب والأفلام.
فيما يلي بعض الطرق للمساعدة في تحقيق ذلك:
- الاستجابة لأوامر تحكم اللاعب مباشرة دون تأخير – مثلاً الإطلاق أو القفز .
- إضافة مؤثرات صوتية لكل حركة تحدث في اللعبة أو اختيار يقوم به اللاعب.
- إضافة مؤثرات بصرية للتفاعلات التي تحدث – كالاصطامات والانفجارات وما إلى ذلك.
- تعزيز الحماس عن طريق شد انتباه اللاعب – أضف اهتزازات للشاشة، مثلاُ، عند حدوث انفجار.
- جعل الحركات للمجسمات واقعية وسلسة – لا حركات خطية.
- لكن لا تجعل الحركات بطيئة – بل سريعة ومتسارعة.
الخطوات التالية
أعتقد أنك هنا تكون قد قررت ما إذا كنت ستكمل اللعبة أم تغير الفكرة..
وإذا كنت ستكملها، ربما قد قررت ماهي التعديلات التي ستقوم بها، بناءً على الآراء والأفكار التي جمعتها.
الآن، لنبدأ بمرحلة أكثر جدية، وهي الالتزام في العمل على اللعبة حتى نشرها كاملة.
حدد نمط عرض الرسوميات للعبتك
هناك اختلاف بين المطورين ما إذا كان عليك تحديد أسلوب الرسم قبل البدء في النسخة التجريبية، أو بعد الانتهاء من برمجة أسلوب اللعب.
لكن غالبًا يفضل تحديده بعد تجربة اللعبة والتأكد من فكرتها وتجمع الآراء، لكي تتعرف على النمط الأفضل لها.
أسلوب الرسم يعتمد على عوامل كثيرة، مثل نوع اللعبة وأسلوب اللعب والمنصات التي ستُنشر عليها والجمهور المستهدف، والميزانية.
وأيضًا، أنواع أساليب الرسم لا حصر لها، فهي تختلف حسب ذوق المصمم والمنتج للعبة، لذلك فقط سأقوم بتصنيف نمط التصاميم حسب مدى واقعية اللعبة..
وهذا يعتبر نقطة جيدة للبدء، بإمكانك التعمق واستخدام أسلوب مختلف في “عرض التصاميم” لاحقًا.
الرسم الكرتوني
تبدو فيه الألعاب بشكل كرتوني، لا يحاول محاكاة الحقيقة.
من الأفضل استخدام هذا الأسلوب في حالات معينة مثل:
ألعاب الألغاز والمِنَصّات: غالبًا ما يُستخدم رسم كرتوني ثنائي الأبعاد، دون الحاجة لإضاءة أو مؤثرات واقعية.
ويكون نمط وأسلوب لعب هذه الألعاب يناسب العرض ثنائي الأبعاد أكثر، ولا يحتاج لتفاصيل دقيقة.
وقد تكون عوالم هذه الألعاب خيالية ولا تعتمد على العالم الحقيقي، وأحيانًا يعتمد على قصص أو أفلام خيالية.
للألعاب ثلاثية الأبعاد:
يمكن استخدام الرسم الكرتوني مع أحد النمطين:
مع أسلوب عرض يسمى Low poly، تتكون المجسمات فيه من مضلعات قليلة، وهو سهل في التصميم خفيف على الأجهزة.
وتظهر المسجمات عند استخدامه بشكل جذاب، وهو مناسب للألعاب التي تحتوي على عناصر الطبيعة، مثل الأشجار والسهول والمزارع.
وهذا الأسلوب مناسب أيضًا في حالة عدم امتلاك ميزانية كافية.
أو يمكن الاعتماد على أسلوب عرض معدّل شبيه بالواقع Stylized:
يناسب الألعاب التي يكون أسلوب اللعب فيها غير واقعيّ تمامًا، ولكنها تحتوي على عناصر واقعية كالبيئة والشخصيات، حيث تمزج بين الواقع والخيال.
أو حتى إذا كانت التصاميم والبيئات كلها خيالية، ولكن يريد المطور جعلها تبدو واقعية، يكون هذا النمط هو الأنسب.
يتميز هذا الأسلوب أنه يمكن أن يعطي انطباع كرتوني بسيط مع ألوان متعددة تجذب انتباه الصغير والكبير.
ومن الناحية التقنية، لن يحتاج المصممون التركيز على التفاصيل الدقيقة، لذلك الإكساء يكون بسيطًا.
ولكن هذا لا يعني أن الحصول على مشهد رائع بهذا الأسلوب أمر سهل، فهذا لا يعتمد على بساطة التصميم، ولكن على الذوق الرفيع والترتيب المنظم.
الرسم الدقيق الواقعي
الرسم الواقعي هو محاكاة تكاد تكون مطابقة للواقع، الشخصيات والطبيعة كلها تظهر شبه حقيقية، والتفاصيل دقيقة جدًّا.
ومن الأفضل أن يكون أسلوب اللعب قريب للواقع لاستخدام هذا الأسلوب، (وتعتبر ألعاب المحاكاة أحد أنواع الألعاب المناسبة للنمط الواقعي).
ولكن بعض الألعاب يكون أسلوب اللعب فيها خياليً، والشخصيات ربما لا تكون حقيقية في هيئتها.
هنا قد يكون من الأفضل استخدام نمط يمزج بين الأسلوب الكرتوني والأسلوب الحقيقي. حيث تبقى التفاصيل دقيقة ولكن مع رسم كرتوني.
أما في ألعاب الخيال العلمي، الدمج بين الرسم الواقعي والعناصر الخيالية جزء لا يتجزأ في التصاميم.
بالطبع، مازال هناك الكثير، هذه فقط نطرة عامة لتعرفك عن الموضوع،
وكما رأينا، أنواع أساليب الرسم تختلف باختلاف اللعبة، وإذا كنا نريد تصنيفها بشكل دقيق حقًّا، قد نعين أسلوب رسم لكل لعبة شهيرة 🙂
ركز على برمجة المميزات الجديدة
بما أنك لمّحت عن مميزات قادمة في النسخة التجريبية، عليك الآن أن تفي بوعدك!
الموضوع بسيط، انظر أولاً ماذا حصلت من آراء اللاعبين، هل هناك أفكار لمميزات جديدة؟ هل تستطيع تطبيقها وبرمجتها؟ هل هي مشابهة لأفكارك السابقة؟
- ربما عليك تأجيل أفكارك وتطبيق أفكارهم أولاً، إذا كان جميع اللاعبين متفقون على ميزة معينة يريدونها مثلاً.
- ليس عليك تطبيق كل آراء اللاعبين، اختر منها ما يناسب لعبتك وما يتفق مع أفكارك والمميزات التي تود إضافتها.
- حاول أن تدمج أفكارهم مع أفكارك، هل تستطيع ذلك؟ ربما ستنتهي بميزة جديدة أفضل مما كانوا يتوقعون.
إذا لم تحصل على آراء كافية، لا تعجز ! ربما السبب أن نسختك التجريبيبة لم تحتوي على مميزات كافية، لذا لم يخطر على بال اللاعبين أي تعديلات او إضافات.
فقط قم برمجة المميزات التي كنت تفكر بها، ابدأ بالأسهل أولاً، لكي تبرمجها بسرعة و تحصل على آراءٍ عنها.
بإمكانك تصميم رسومات ومجسمات توافق أسلوب الرسم
نعم نعم، يجب التركيز على برمجة وتطبيق ميزات وخصائص جديدة للعبة، لكن يجب أيضًا الاهتمام بالتصميم.
بعد أن اخترت أسلوب رسم مناسب للعبتك، ابدأ برسم أفكار لتصميم لعبتك، إذا كنت تعمل لوحدك، خصص بعض الوقت للعمل على رسمهم، أو اطلب من زميلك المصمم البدء برسم الأفكار..
أهم ما يمكن رسمه:
- البيئة الأساسية لمرحلة معينة – أول مكان سيلعب فيه اللاعب
- شخصية اللاعب الأساسية
- الأعداء الأساسيين – إذا احتوت اللعبة عليهم
- المجسمات الأساسية التي يستخدمها اللاعب
- المظاهر الخارجية كالخلفية أو الواجهات
بعد إتمام الرسم بإمكانك إما العمل على تصميمهم بنفسك (أو مع فريقك)، أو الحصول على موارد من الانترنت مبدئيًّا، لتستبدلهم فيما بعد.
لكن يجب أن تكون الموارد الفنية من الانترنت مطابقة تمامًا لأسلوب الرسم الخاص باللعبة، وإلا من الأفضل استثمار المال والوقت في تصميم مجسمات خاصة.
السبب في أهمية إضافة تصاميم، ولو مبدئيّة، إلى لعبتك، هو أنه عليك البدء بتسويق لعبتك من الآن.
ولكي تسوقها وتعرضها، يجب أن تحتوي على تصاميم تجذب اللاعبين، ليس من الضروري أن تكون متميزة، ولكن متناسقة مع اللعبة.
وهذا يدفعنا إلى الخطوة التالية.
التسويق
السبب أنه من الأفضل البدء بالتسويق مبكرًّا، هو لأن بناء جمهور موضوع يأخذ وقتًا طويلاً،
وأنت لا تريد أن تنتهي من تطوير اللعبة كاملة، ثم تقول: لمن سأبيعها؟ (هذا بافتراض أنك تريد الربح منها)
غالبًا لن تمتلك الوقت حينئذٍ كي تسوق للعبتك، إلا أذا كنت صاحب شهرة أو شركات كبيرة.( و تنوي نشر حملات إعلامية كبيرة مثلاً).
كيف أسوق للعبتي؟ طريقة التسويق تختلف وتعتمد على عوامل كثيرة لا يسعني الكتابة عنها.
بإمكانك مشاهدة سلسلة الفيديوهات هذه للتعرف على أساسيات التسويق.
تذكر أن هذه مجرد أساسيات، وتسويق اللعبة لا يضمن النجاح والربح منها، فنحن لا يمكننا التحكم بالنتائج.
والأهم من ذلك كله، لعبة مملة وتسويق جيد غالبًا لن تنجح..
وأيضًا، لعبة رائعة لن تُسَوِّق نفسها بنفسها.
هذه الخطوات الأولى التي أنصح باتباعها عند صناعة أول لعبة لك، أو حتى عند تجربة أي فكرة للعبة في أي وقت.
وقد تعرّفنا على أفضل الأساليب والطرق، من وجهة نظري، التي تنجح وتفيد الكثير من المطورين، ووضحت نقاط نحتاج الانتباه لها في مراحل متقدمة أثناء صناعة ألعابنا..
ولكن ما ذكرته ليست قوانين منحوتة لا تتغير، فلا مشكلة أن تغيرها حسب ما تراه مناسبًا، وأن تناقشني فيها وتُخطئني إن ظَننتَ أنني على خطأ.
لذا علّق برأيٍ أو نقدٍ بنّاء وأسلوبٍ جيد لنحصل على نقاش حضاري.
أشكر فريقَيْ Freepik و SmashIcons على توفير الأيقونات الرائعة: